اختتمت الليلة البارحة فعاليات النسخة التاسعة من المهرجان السنوي للأدب الموريتاني، والمنظمة هذه المرة تحت شعار "موريتانيا.. بيئة حاضنة وسفارة إبداع"، وذلك وسط حضور غير مسبوق لرموز الإبداع ثقافة وفنا، حيث تصدر الحضور الشعراء الكبار: الخليل النحوي، محمد كابر هاشم، ناجي محمد الإمام، عبد الله السالم ولد المعلا، وغيرهم. كما تميز حفل الاختتام بحضور الفنانة الكبيرة
وعضو مجلس الشيوخ المعلومة بنت الميداح وفرقتين فنيتين.
وفي كلمة الاختتام أشادت وزارة الثقافة بما حققته هذه النسخة من حضور لافت للمبدعين والجمهور، وما قدم فيها من إبداعات شعرية وسردية، أعطت صورة عن مختلف المدارس والأجيال الأدبية الموريتانية.
وقال ممثل وزارة الثقافة الأستاذ محمد ولد الميداح في كلمة بالمناسبة، إن وزارة الثقافة تشيد بهذا العطاء الإبداعي الذي حققه المهرجان، وبتناوله لدور الموريتانيين في نشر الثقافة داخليا وخارجيا، وكذلك تركيز المهرجان على الأرض والبيئة الموريتانية، التي هي مجال تنموي حيوي.
وأكد دعم الوزارة لاتحاد الأدباء في مسيرته الثقافية، منوها إلى أن الوزارة ستدعم الاتحاد بكلا الإمكانيات المتوفرة.
وهنأ ممثل وزارة الثقافة إدارة المهرجان على النجاح الذي حققه هذا العام، وخاصة في مجال تكريم المبدعين الموريتانيين الأحياء والراحلين.
وتميز حفل الاختتام بالعديد من الفقراء، حيث استمع الجمهور إلى ندوة عملية أحيتها مجموعة من الباحثين والمفكرين، وتناولت تاريخ البلاد والتسميات التي أطلقت على موريتانيا، كما قدمت محاضرة عن حياة مؤرخ موريتانيا المختار ولد حامدن.
بعد ذلك استمع الجمهور إلى جلسة مع التدينيت وحكايات من الأدب الشعبي مع نخبة من الشعراء المتميزين في هذا المجال، وهي الجلسة التي شارك فيها الجمهور بارتجال الشعر والغناء.
وكان حضور الفنانة الموريتانية الكبيرة وعضو مجلس الشيوخ المعلومة لافتا حيث أدت أغنيات أصيلة وأشوارا تفاعل معها الجمهور بشكل كبير.
كما طلبت إدارة المهرجان من الفنانة المعلومة تقديم أغنية عن الراحل حبيب ولد محفوظ تكريما لهذا المبدع.
بعد ذلك بدأت الأمسية الشعرية الختامية مع مجموعة من الشعراء، تقدمهم: التقي ولد الشيخ وخالد ولد عبد الودود وصلاح الدين ولد أحمد بياه، وغيرهم.
وتميزت القصائد في الأمسية الختامية بالتنوع شكلا ومضمونا، حيث تناولت الهم الوطني والقومي، وخاصة القضية الفلسطينية، وعرجت على أغراض متعددة من التصوف إلى الغزل.
وقدم الشاعر محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم جلسة مع الأدب الساخر حلقت بالجمهور في أجواء صاخبة من الضحك، وكشفت عن ثراء الأدب الساخر الذي يكتبه الأمجد، ويتناول من خلاله قضايا تمس نبض المواطن البسيط بقدر ما هي مادة نخبوية.
وكشفت نسخة المهرجان هذه المرة عن تميز وجوه إبداعية جديدة تطل على المشهد الشعري بجدارة هذا العام، ومن أبرز هذه الوجوه التي فاجأت الجمهور: الدكتور خالد عبد الودود، القادم من الغربة بعد تخرجه من مشارط الطب، والذي قدم قصيدة عمودية رائعة رد فيها على تساؤلات زملائه الطلاب الأجانب "من أي بلد أنت".
وكان حضور الشاعر الشاب صلاح الديم أحمد بياه لافتا بقصيدته الحرة "في البدء"، والتي قوبلت بعاصفة من التصفيق الحار من طرف الحضور، واعتبر من مفاجآت المهرجان.
وقام اتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين خلال حفل الاختتام بتكريم 20 من المبعدين الراحلين والأحياء والجمعيات والنوادي الثقافية الوطنية، واعتبر هذا التكريم المعنوي والمادي رسالة قوية من الاتحاد إلى النخبة الإبداعية الموريتانية، التي حققت إنجازات كبيرة وسمعة طيبة للبلد والشعب سواء من خلال عطاء الراحلين تغمدهم الله بواسع رحمته، أو من خلال تكريم شعرائنا الذين تصدروا المنابر الشعرية في الخارج ومن خلال نشاطاتهم الثقافية للعام المنصرم.
وحظي قرار الاتحاد بتنظيم اليوم التكريمي للمثقف الموريتاني الكبير المقيم بالمهجر الدطتور بدي أبنوب استحان داخلي وخارجي واسع.
وهكذا تم تكريم المبدعين والهيئات التالية:
1. الشيخ التراد ولد العباس ولد الشيخ محمد فاضل
2. الشيباني ولد محمدن ولد احمد
3. الحاج محمود با
4. خديجة بنت عبد الحي
5. التقي ولد الشيخ
6. موقع الموزون
7. الدكتور الشيخ سيدي عبد الله
8. هيئة شاعر المليون شاعر
9. جمعية الشيخ كلاه
10. منتدى الآداب والمعارف
11. منتدى القصيد
12. منتدى النقد الأدبي
13. أحمد سالم ولد ببوط
14. محمد ولد المختار ولد ابن
15. لمرابط ولد الدياه
16. نادي القصة
17. الشيخة المعلومة بنت الميداح
18. جمعية الضاد
19. منتدى الشعراء الموريتانيين الشباب
20. منتدى الآداب الشعبية.
ويشار إلى أن الأماسي الشعرية والعلمية لنسخة هذا العام أتاحت الفرصة لأكثر من 170 مشاركا قدموا نصوصهم الشعرية والسردية والعلمية. وتميزت جميعها بأنها كانت جديدة. كما أتاح المهرجان الفرصة لأكثر من خمسين شاعرا آخر لم يكونوا مبرمجين، حيث أثروا المهرجان بنصوصهم التي تناولت أغراضا مختلفة.
وكانت كلمة اختتام المهرجان، من لون خاص، حيث قدم الأمين العام لاتحاد الأدباء الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله نصا من النثر الشعري قوبل باستحسان كبير، وكان ختاما عطريا لهذا الملتقى الإبداعي.
وقال سيدي عبد الله في الكلمة/ القصيدة: "لا أريد أن تكون هذه الكلمة عزفا لسمفونية من القلق والضياع ..ولا تعبيرا عن مازوخية مفرطة .. هي - يا سادتي – محاولة لتلمس الطريق المعتم نحو (القصيدة الحلم) .. القصيدة التي تصنع تمثالها من الثلج والنار والعقل والجنون".
يشار إلى اتحاد الأدباء الموريتانيين نشر تزامنا مع فعاليات المهرجان 20 إصدارا أدبيا، وهو أكبر عدد يصدر عن الاتحاد خلال عام واحد.
المحيط نت