من قصص الأدب الحساني... (قصة نوفّل)
قصة نُوَفّــــــلْ:
نوفل هو رجل (جن) من أهل مدينة زارا (قريبة من الحدود الموريتانية المالية) يقال إن أمه وجدت جنا وهي نائمة، وبعد حملها به ولد على هيئة إنسان لكن خلقته عجيبة، كبر في فترة قصيرة فاصبح رجلا ضخما وكان عندما يلعب مع رفاقه مثلا يقتل أحدهم وإذا أخذ بعضهم الحجارة ليرمي شجرة مثمرة فإنه هو يأخذ أحد رفاقه ويرمي به الشجرة،
كل هذه المسائل جعلت منه شخصا غير عادي فقرر أهل المدينة أن ينفوه، فذهب يبحث عن مكان ملائم لأمه لأنها تمتلك ثروة حيوانية، فاختار مكانا يسمى: ’’اعوينات الراجاط’’ 18 كم جنوب مدينة النعمة بالحوض الشرقي، لكنه بقي مرتبطا بزارا رغم بعد المسافة بينها مع اعوينات الراجاط إلا أن ذلك لا يكلفه جهدا كبيرا.
مارس نوفل الموسيقى وهو ما يزال في مكانه الأصلي زارا فقطع شجرة كبيرة وصنع منها تيدنيت أكبر أضعاف المرات من التيدنيت العادية وكان يمشي بين المدينتين وهو يعزف تلك النغمة العجيبة والخاصة (اظهر نوفل) ولأن مشيته همص (أسرع من المشي ودون الجري، يقال إن مشي الخيل همص) كان يعزف أثناءها (مشيته)، وبذلك العزف سمي هذا أدخول في لكنيديه (همص نوفل).
كان نوفل كثير النوم، ينام تارة 24 أو 48 ساعة، ذات مرة شاهده معسكر من أولاد امبارك معهم فنان فاقتفوا أثره ليتمكن الفنان من سماع عزفه، فضبط العزف وأوصله لفناني أولاد امبارك فانشأوا منه جانبة لكنيديه بدون اكحال في ذلك التاريخ.
يقول سيد المصطف ولد أتلاميد لأحمد ولد بوبه جدو في بت مومايت لبير:
وكتن هول الشعار قار أخبيطك فيه أمخالف
تخبط منجلّ واشبــــار وانوفــــل والمخالف
وبعد لقاء مع نوفل اكتشف أهل المنطقة أنه يشكل خطرا كبيرا على الساكنة فقتلوه، واصبح اظهر كر في جانبة لكنيدية يحمل اسم نوفل.
عن الأستاذ الراوية ونّ ولد خرشف
الاثنين, 03 فبراير 2014 18:09