من قصص الأدب الحساني... (ضلة الطيرش)
كان للأمير عبد الرحمن ولد اسويد أحمد "أدّان" رحمة الله عليه مدفعا (بندقية) مشهورا في المنطقة باسم "الطيرش".. و في إحدى المرات اتصل أحد رجال الأحياء المجاورة للحلة (حلة أهل اسويد أحمد) بالأمير أدّان طالبا منه أن يمنحه بندقية.. فمنحه (الطيرش)..
وأمره بأن يخفي أمره عن بقية الأحياء لأنه يعلم أن شيخ اولاد سيد الوافي من كنته، أجَه ولد محمد محمود، يمتلك بندقية تحمل ذات المواصفات مع الطيرش.. ويريد أن يشيع خبر اختفائه لكي يمنحه أجّه بندقيته..
هذا في حين كان أجَه قد علم أن عبد الرحمن منح مدفعه لأحد أهل اسويد....
وفي إحدى أماسي تكِانت الجميلة عندما يجتمع أهل الكِيطنه في الوديان و يديرون كؤوس الشاي على وقع موسيقى أسر أهل إنجرتو.. خاصة أهل آب.. الأسرة الفنية العريقة في تكِانت.. كان أصدقاء أدان يتميزون في أزجالهم ولا يسمح لأي أن يقرض معهم تلك الأزجال في أحياء تكِانت كلها..
جلس الأمير أدان إلى جانب أجّه.. و بدأت المطربة تداعب أوتار آردين مارة بالمقامات الموسيقية في جو من الطرب منقطع النظير قبل أن يقرَ قرارها في مقام (اللَين) من لبياظ.. عند ذلك قال الأمير عبد الحمان مخاطبا المطربة..) الطيرش مر..).. فبدأت تكرر هذه اللازمة.. قبل أن يقول لها عبد الرحمن:
ليلك يلي منك فوجـــــاد صركِوه أولاد أفذ لكِصر
سيد الواف هـوم واولاد يريم أسويدي ببكـــــــــر
و رددت المطربة كِاف أدَان مع أنها كانت تخشى من تصغيره لاسم أولاد سيدي بوبكر.. فتقول بدلا من ذلك.. (يريم سيدي بوبكر)..
و كان أجه قد فهم مغزى صديقه عبد الرحمن من ذلك فرد عليه:
ليلك يلي منك فازهيـــــد لعاد المر أفــــــذ لكِصر
وكتن ما يور فهل اسويد يور فطليحه وأهل أعمر..
فتعجب أدان من سرعة بديهة صديقه وحسن جوابه خاصة أنه رد على تصغيره لأحد بطون كنته الكبار بأن صغَر هو الآخر أحد بطون أبناء عمومة الأمير..
و تقول رواية أخرى في تكِانت إن الطيرش هو أحد الفرنسيين الذين كانوا يخدمون في تكِانت أيام الاستعمار وأنه ضل الطريق مرة فأنشأ عليه المطربون هذا الشور وأبدع فيه شعراء تكِانت.. خاصة الشاعر لصهر ولد آماش الذي يقول:
خالك كِاف اثرُ كِط انكِال لُ سنه واشهر يذكَـــر
لو سنه و اشهر فاتصال ذاك آن كِوالُ.. لصهر..
سيدي محمد متالي
الأحد, 20 يوليو 2014 23:13