من قصص الأدب الحساني... (أنجبنان و ول تارمبه)
استطاع الفتى المشظوفي محمد المختار ولد أعلي ولد محمد محمود المعروف ب "ولد تارمبه" المتوفى حوالي 1950م أن يصيب أسدا ضاريا برمية رصاص فذة في إحدى رحلاته داخل براري الحوض الشرقي...
تلك الرحلات التي تحدث عنها ولد تارمبه في شعره القليل و الممتنع السهل والموجز غير المخل خاصة عند قوله:
ليل بعــــــد افلخيــام أل عند أعـــرام
حد اعملها لكــــــلام الخاسر عمل اعليه
واعمل زاد اعل أيام حابس سيكِو فيديـه
ماه فوكِ التخمــــــام واشف فيه أعاديـه
ذاك ال فيه الخيـــــر واشبه حد إواسيــه
ليل فلخير أخيـــــر من وحده ماه فيــه..
وعند ما سمع أحد حكماء بني عمومته بتلك البطولة قال إن الرجل قد قام بإنجاز خطير على جيله من فتيان قومه... و بالفعل كان الأمر كذلك.. فقد سمع ابن عمه "انجبنان" محمد محمود ولد لبات ول محمد محمود ولد لمحيميد ببطولة ولد تارمبه.. فعلق على ذلك بقوله إن الأمر ليس في غاية الصعوبة...
و مرَت الأيام.. و خرج انجبنان صحبة بعض أقرانه يتجولون بين الأحياء.. و في إحدى جولاتهم رأوا أسدا ضاريا..(يطأ الثرى مترفقا من تيهه فكأنه آس يجس عليلا)..
فقال انجبنان لمرافقيه... على رسلكم حتى أقتل هذا الأسد.. و بدأ في مخاتلته.. و بعد أن اقترب منه شيئا مَا رأى أحد مرافقيه أنه صار قادرا على إصابته عن كثب.. فأطلق النار على الأسد وما كاد يصيب أحشاءه حتى إلتفت على انجبنان وهاجمه.. فأصابه إصابات متعددة مع أن الرجل استطاع في النهاية أن يقتل الأسد..
إشتكى انجبنان زمنا طويلا.. و قام ذووه بكل ما من شأنه أن يخفف عنه الضرر الذي أصابه من الأسد.. و لكن دون جدوى.. فقد بدأت قوة الرجل تنهار أمام إصابات الأسد له.. و بدأ جسمه يضعف شيئا فشيئا.. حتى صار في آخر حياته.. عند ذلك قال قطعته المشهورة التي ودع بها الحياة قائلا:
الدنيَ يمالك لمــــــــــــلاك لكانت تبـــــــق محـــق
يبق فيـــــان منــــــــه ذاك يغيـــــر الدنيَ ما تبـــق
يالعكِل أصبر تجلاجك دور كان أخلاكِك تبرد بشور
خالكِ ياسر من ش ميسـور ريتُ ما فيــــــه المشق
ؤياسر زاد إودي لغــــرور كِول النــــاس أنو يُتـــق
فت أجبرتُ واجبرت ادهور النعمه واجبرت الطبــق
ؤعاكِب هاذ ريت المكـدور وامنين اعليــك أل شــق
أحمد ربك، ربك غفــــــور أل ذ الدنيَ مـــــا تبــــق
فاتت ذيـــــك النعمه وإدور إفوت أنيور ؤ تمبـــــدق..
س.م. متالي.
الأربعاء, 06 أغسطس 2014 15:11