من قصص الأدب الحساني... (الكبده)
اشتكى الأستاذ محمد ولد المختار ولد أبنو ولد احميدن من حمى شديدة وهو في مدينة روفيسك بالسنغال.. فارتأت جماعة من ذويه أن تعدَ له وجبة من كبد المعز.. ولندرة هذا النوع لدى بائعي اللحوم اتفقوا على أن يرسلوا شقيقه الأكبر حبيب الله للبحث عن كبد معز سمين في المدينة.. فذهب حبيب..
وعاد بعد وقت ومعه كبد يُظن أنها لمعز.. ولكنها عديمة الطعم و قليلة النضج.. فقُدِمت لمحمد وهو فاقد الشهية للطعام.. فلم تعجبه.. فقال في ذلك:
ما تيت ابغرظِ لا حصرت عبدَ
يُمَـــشّ فـرظِ حبيب الكبــــــدَ
و كان محمد ولد أبنو الكبير, عم الأستاذ, عاش موقفا شبيها بهذا الموقف.. فشوى له صديق من أصدقائه كبد شاة..
و لكنه لم يرض هو الآخر عن ذلك.. أو اتهم صديقه بأنه ربما كان اصطفى من أطايبها لنفسه قبل أن يقدِمها لمحمد.. فقال له:
إشوالي فالحــال صاحبلِ كبـــدَ
وحده كيفت كِال شوَاي الزبــــدَ..
و كنت دائما أروي القطعتين لبعض المهتمين بالأدب.. و قلَ منهم من يوفق في النسبة الصحيحة للمقطوعتين.. و الذي أعلِق به دائما أن هنالك وشائج قربى بين القطعتين قد لا تكونان دون قرابة الرجل و ابن أخيه.. فهذا نوع من القرابة الشعرية التي ربما ولدتها عوامل متعددة منها بصورة خاصة تأثر محمد الصغير بعمه و إعجابه به.. من بين أمور أخرى.. فما رأيكم, قرائي الأعزاء, في هاتين القطعتين من حيث تعبيرهما عن الموقف؟ ومن حيث جمال السبك فيهما.....
الأستاذ: سيد محمد متالي
الأحد, 19 أكتوبر 2014 13:04