الكرم في التراث الإكيدي (بين أيْمِّين وفاطمَ النعمه):
من وقت لآخر يعاودني ما يشبه الأحلام من ذكريات والدي محمد سعيد رحمه الله، ومن ذاك قصة سمعتها عنده بينما كان يرويها لبعض جلسائه من الأدباء وأنا حينها صغير لا أعتقد أني أكملت عقدي الأول، ولذلك لا أحفظها بشكل جيد وبالتالي أطلب من المحققين
أن يصححوا لي ما خانتني فيه الذاكرة منها،
وخلاصتها أن العالم القاضي الشهير ألمين الْ سيدي "أيمين" علما مرت عليه الفنانة المعروفة فاطمَ النعمَه بنت أشويخ في طريقها إلى ما يعرف عندنا بالغَيْبة للحصول منه على "لحجاب" الذي يضم عند هذا العالم شقا ماديا إضافة إلى شقه الروحي، فأكمل لها الشق الروحي وأمرها أن تمر عليه في عودتها ليكمل لها الشق الآخر، وعندما عادت إليه أجزل لها العطاء وسألها كيف كان الناس معها فقالت له على البديهة:
هــاذ الدهـــر إبـــان اترقّ == عن ش زين ابلا مشقَّ
حسن الخلــــق ؤمعـط ثقَّ == واســــلام ؤش هاذ فنُّ
غيـــر أهـــل اللسنــه تُتَقَّ == مـــــــاهِ لاهِ تسكت عنُّ
كذَّ كذَّ واحـــد مصكـــول == زيـــن ؤمثّـــقّــف يَـوَنُّ
كد امنين اتلاغيه إكـــول == ذاك أمّـــال ؤرقَّ عــنُّ
فسأل أبناءه هل فيهم من لقي فاطمَ النعمه هذا العام، فإذا بهم ليس فيهم من لقيها، وذلك أن هذا العالم الجليل يعتبر العطاء من شروط المروءة التي يعد فقدها من المجرحات، وهذا ما دونه في الطلعة والكاف التاليين:
فالمعـــطَ لوَّل حد إلـوح == العين ؤلا يبـك مطروح
سهمُ يعلــم عنُّ مسروح == فالمعــط حــد ابك ركطَ
ماط يعـلـم عنُّ مجروح == ما يشهـــد مـاه حد اعطَ
مخــــــــــلَّ هــي لمروَّ == مرتبـــــط علمو يالخلطَ
بالمعـــط والْمــا طَ هـوَّ == لمــــرو راكبـــها مـلـطَ
المهندس: أحمدو ولد أجريفين