يعتبر الأدب بمفهومه الشامل واحدا من أهم الفنون التي تشكل المرآة العاكسة للنشاط الإنساني في جميع مجالاته ذلك أن الأدب يمثل واحدا من أهم وأوثق السجلات المعرفية، وانطلاقا من ذلك فإن للأدب رجالا لهم في أعناقنا جميلا علينا أن نرده بالترحم على من قضى نحبه والإكبار والإجلال لمن ينتظر.
ولمدرسة أهل لمخيطير ولد ألمين (أهل اجريفين) رجالا شمروا عن سواعد الجد لينجبوا من الأدب ما يصادف هوى كل متلقي كمثل حبة... و كانت من بين هؤلاء إمرأة.
ما هي هذه المرأة و كيف كانت تزاحم هؤلاء الأعلام؟ هي وبالله التوفيق: مريم فاله (أواه) بنت سيدي ولد محمد ولد أعل ولد لمخطير ولد ألمين، تاريخ الميلاد 1933 في المذرذرة، درست في محظرة أهل أحمد بن العاقل، وعلى أبناء محمدي و على بعض علماء التاكلالت... وغيرهم من علماء المنطقة وكانت سيدة نساء عصرها، فقال عنها أحد العلماء بالمذرذرة: "مريم فاله بإمكانها أن تكون في المحاكم الموريتانية وهي جديرة بذلك"، عرفت في ربوع المنطقة بالعلم و الأدب فكانت تحب العلم و مجالس العلماء و كانت تقول لأحدهم:
لقطاب ألا لك سلمُ بيك المثلك ما يــــورَ
يَمُحمـــــدنَ ول مُـــــــــحمل لأهل أحمد يورَ
و لها في الاستسقاء وفي أغراض الأدب الكثيرة، كما تقول وهي بين الأهل والأحبة في المبروك الأول شرق المذرذرة:
يل ما عندك شاي كـود باسحاب المعلوما اتعود
تمل لعلاب أوذا الكــود أتهن ذ الناس الحــارك
يشبع ذالمال أولا انعود أمع فضلك متـــــــارك
يا الله أعطيــن تاكشيت باسحاب اتعود امبارك
تغنين عــن تنمباركيت تمبيعلي و انيـــــــارك
و لها مزاحات أدبية (اكطاعات) مع أساتذة المدرسة الكبار مثل أخيها حبيب ولد سيدي، والداه ولد محمذن السالم... وغيرهم، و كانت منشغلة بالله عز و جل و تقول الكثير من (اطلع) على هذا الكاف:
اشغلن فيكَ يالوهــــــاب الشغلة ذيك الهيّ ذيك
واجعل شغل من لعكاب منك و فيــــك و إليك
رحلت في مطلع القرن الواحد والعشرين و بالضبط سنة 2000 م، في قرية "بوتمبطايه"، ودفنت في المذرذرة، كما كانت تؤكد لأبنائها البرره، وهم الأساتذة العظماء أبناء أحمد سالم ولد عموه، وكانت مريم فاله بنت سيدي إحدى نساء المذرذرة اللواتي شاع صيتهن.
ومما قيل في رثائها ما قال الشاعر: محمذن عمر ولد محمد سعيد:
أسير على جمر من الحزن و الشكوى من الموت لا يخلو خليلا من البلوى
سهــــــام الأسى تنحو إلي سبيلهـــــــا لتجعلني دومــــا بفاجعة قصـــــوى
حتى يقول في آخرها:
فأواه قد صارت إلى اللحد والثرى فسارت بقرآن و علم له جدوى
حديث دعاء نازل نظم عالــــــــم بذاك وبالأخلاق صارت كما تهوى
وعطف و إحسان و طيب سريرة وليست لغير الله صاحبة النجوى
فنور إلهي قبرها و الطفن بها وعظم لها أجرا يكن لها مثوى
من الله نرجو أن يكون ثوابها من الحوض و الريان في جنة المأوى
فأبناؤها في المجد حازوا مكانة سمت من أبيهم ومنها ولا غروى
و صلى إله العرش بدءا ومختما وسلم على الهادي كما جاء في الدعوى
و قال الأديب: محمذن ولد حمدي
إنا لله بعـــد أكبــــــــــــال و إنا إليه تنكـــــــــــال
راجعون معود لحـــــوال كماله عاكب مشي أواه
امتست وامتس لقــــــوال الزينه و الخوف من الله
أزين الدين أزين الخصال و الدرجَ و اتمعليم الجاه
و انصاب يالحي الجـلال هــــوم زاد أصل إنا لله
و اطلبت الما كيف تدبيـر أواه أومتيسر معطـــــاه
تجبر فالجن بيت اكبيــــر و ال كامل خلات إراه
اعداد الصحفي: الهادى ولد بابو