أدب السكر... أحمدو ولد أجريفين
كان صديق طفولتي بالمعني الحقيقي للكلمة, جلست إلى جانبه على كرسي الدراسة أول جلسة لي عندما التحقت بالتعليم الابتدائي من السنة السادسة في المدرسة رقم1 أو مدرسة بده (رحمه الله) بروصو قادما من بادية الخط (بين المذرذرة والركيز). أذكر أنني حينها لم أكن أعرف من الحساب إلا
ما يعرف في المحاظر بحمالات الضرب مثل: "زَزْطَمُ" أي 7x7=49 و "ططأف" أي 9x9= 81 الخ... أما هو فقد كان اسمه على كل الأسنة ومحط أنظار الطلبة والمعلم المعزوز ولد مختار اسلامة والمدير التقي ولد بلا (رحمهما الله), منذ سنته الأولي في المدرسة, فقد حباه الله بحسن ثلاثة خاءات هي: الخُلُق والخَلْق والخط, فتبارك الله أحسن الخالقين, أما على المستوى المعرفي فقد ظل محافظا على فارق كبير بينه وأقرب منافسيه في جميع المواد, لذلك كان جديرا بأن يكون لي مثلا أعلى, مما ساهم في نجاحي متفوقا في كونكور رغم أنني لم أجلس على كرسي الدراسة إلا بضعة أشهر, وهكذا توطدت صداقتنا مع الزمان رغم أنف المكان.
بعد إعلان الطبيب إصابتي بالسكري, بعث إلي هذا الصباح جوهرة أدبية سأجعلها فاتحة لما سأسميه من الآن فصاعدا "أدب السكر" يقول فيها:
أهل الطب إلَشافُ فيــك ۞ اليــوم السكــر ياليشفيـــك
وإمد افعمــرك وإعافيك ۞ ش فيك انشاف امن أيامَكْ
فالسغره ما كِبْل إجافيك ۞ كيفــت جـودك واحترامَكْ
والسكر مــايكــدر ينكر ۞ حـــــد أنُّ ياحمــدو رامَكْ
فاخلاقك سكـر والسكر ۞ فاغناك ؤشعـرك واكلامَكْ
إنه صديقي: يحي ولد اسويدي
أحمدو ولد أجريفين