تختفي دائما ومع مرور الوقت الغاية من وراء كل عنصر من ألوان تراث الأمم اللامادي مثل الحكايات الشعبية والأحاجي والألعاب والعادات... ومن ألوان هذا التراث التي كان يعول عليها مجتمع البيظان في تنمية القدرات العقلية لدى أبنائه ما يعرف بـــ "اتحاج" أي استخدام الأحاجي والألغاز، ويتميز هذا الفن بأن يكون السؤال فيه محيرا والجواب محددا.
سبق وأن نشرتُ في هذا الموقع ما ارتأيت تسميتَه (التعبير الحر) وهو لون أدبي في نظري أنتجه في لحظة ما من عبرت عنهم في الحلقة الأولى بأناس وجدوا أنفسهم في محيط يتعاطى الحرف بنهم فأسرع بهم الخيال وأبطأ بهم الوزن. ونعود اليوم لتقديم ثلاث نصوص من هذا اللون:
يعتبر المكون الشعري بحقٍّ رافدا أساسيا من روافد ثقافة "البِظان"، تلك المجموعة البشرية التي - رغم اختلاف أصولها العرقية وانتماءاتها السلالية - انصهرت تدريجيا وبصفة منتظمة في بوتقة متجانسة لغويا ومتآلفة ثقافيا رغم تواجدها موزعة بين أكثر من بلد في الساحل والشمال الإفريقي. والحقيقة أن انصهار هذه المجموعة ثقافيا وحضاريا
في اطلالته المميزة والنادرة من خلال برنامج "أدب وتراث" الذي يقدمه أخونا الأستاذ احمد ولد شعبان عبر شاشة قناة الساحل كان أستاذنا وشاعرنا الكبير اعلِ ولد الميداحْ "الرجالة" مبدعا ومميزا كالعادة وقدَّم رفقة زميله الأديب المختار ولد ملاي اعلي إضافة مهمة للمشهد الثقافي المشاهد ومما استوقفني هذا الكاف الذي أورده الرجالة معتبرا إياه أحسن كاف سمعه:
تمتاز الثقافة "الحسانية" باحتوائها رصيداً وافراً من الحِكَم والأمثال التي يتناقلها الناس بشكل واسع، وتَلُوكُها ألسنتهم ــ يوميا ــ في درج الكلام تعضيدا لصحته واستشهادا، ومن هذه الأمثال والحِكَم ما